عدت ولكن من دون قلب

بحثت عنكِ .... ولم أجدك ...

تلفت حولي .... على أعثر على بصيص أمل .....

واكتشفت أني هنا وحدي .....

لم يبقى إلا أنا ... وقلبي ... والطريق الذي سرنا فيه ذات يوم .......

وفي قسوة البرد ... وعتمة الليل .....

أسير بهذا القلب الذي يئن عتبات الطريق ..............

والذكريات تحفني من جميع الإتجاهات ......

وجلست في ذلك المقعد الذي يطل على سير القطار .................

ولكن هذه المرة جلست وحيدا .... بدونها ....

أشاهد دخان القطار وهو يركض أمامي ... في عتمة الليل ... وبرد المشاعر .....

عادت بي الذاكرة للوراء ......

تحسست مكانكِ في المقعد ..... وذهب بي الخيال بعيدا ........

أغمضت عيني .... فرأيتك ... ورأيت عمراً كان من الممكن أني يصبح حلما جميلا .....

وسمعت همسك الجميل ..... ودفء مشاعرك تحيطني في برد الليل الموحش ....

لم أعهد هذه المدينة من غيركِ .......

ولم أتخيل أني ذات يوم .... كنت سأجلس على هذا المقعد وحيدا ......

أشهق نفساً عميقاً ..... فأحس بأنفاسكِ تداعب نسمات القلب الحزين .....

لم أكن أتخيل ... أن القطار المسرع ... والذي تعود أن يرانا معاً ... ويسلم علينا .....

سيراني هذا اليوم من دونكِ .....

ولم أكن أشعر ولو لثواني .....

أني لن أشتري هذا اليوم وردة ... من صديقنا ... ذلك الطفل الذي لطالما أحببتِه .....

وكنتِ تعطفين عليه .... وتشتري منه كل الأزهار .....

وتمسحين على رأسه بيديكِ الحانية .......

وتهديني كل تلك الأزهار ..........

وها هو يأتي إلي ولكن هذه المرة هو من يشفق علي .....

أتدرين .... ؟؟؟

لقد أعطاني كل الأزهار ........ وابتسم لي وقال ........

لست وحدك من فقدها .......

فعلمت أني لست أنا من كان يحبكِ فقط .......

أتدرين ماذا اكتشفت من هذا المشوار القصير ................

إكتشفت أن المدينة كلها تسألني عنكِ ............

حتى من كان يرانا ...

ويحسدنا على تآلف قلوبنا وضحكاتنا ....... أصبح ينظر إلي ويرثى لحالي .......

لم أحتمل .....

أتدرين ..... ضاقت بي هذه المدينة برحابتها ........

واكتشفت أن كبر هذه المدينة .... ماهو إلا كبر قلبكِ حبيبتي .............

ونهضت .... ونفضت غبار المكان من على ذاكرتي ...........

وسرت باتجاه منزلي ...............

عدت أنا ..... في نفس الطريق ............. ولكن هذه المرة .........

عدت ................... من دون قلب .....!!!!!